هناك
قاعدة تقول : (الجزاء من جنس العمل)
وقد ورد
في حديث النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم :
(برُّوا آبائكم تبرُّكم أبناؤكم).
من
الأمور التي يستفيد منها العبد في الدنيا قبل الآخرة؛ بِرُّ الوالدين والإحسان
إليهما،
فإذا
ما أحسن الإنسان إلى والديه وأكرمهما أكرمه الله تبارك وتعالى برؤية ذلك في أبنائه
في الدنيا قبل الآخرة،
وكذلك
العكس بالعكس، إذا ما أساء فإنه يرى الإساءة بنفسه في الدنيا قبل الآخرة .
فصلة الرحم :
هي
زيارة الأهل والأقارب والسؤال عنهم وتفقد أحوالهم،
وإذا
كانوا في حاجة إلى شيءٍ أستطيع أن أقوم به يجب عليَّ أن أقوم به، وألا أنتظر منهم
ردًّا،
وإنما
صلة الرحم أن أصل من قطعني، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم قال:
(وأن أصل من قطعني، وأعفو عمَّن ظلمني، وأعطي من حرمني).
أحيانًا
قد يكون أرحامك لا يصلونك، وأنت إذا عاملتهم بالمثل أصبحت مُكافئًا، مكافئًا في
القطعية، أما إذا كانوا لا يصلونك وتصلهم أنت فأنت تُسمى (الواصل)؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(ليس الواصل بالمكافئ، ولكنَّ الواصل من إذا قُطعت رحمه وصلها).
ولذلك
عليك أن تحاول، وأن تجتهد، وأن تدفع عنك هذا الكسوف والخجل، لأن هذا من عمل
الشيطان، وهذا يُفسد عليك دينك ودنياك
برّ
الوالدين سوف يكون سببًا أولاً في سعة رزقك وفي طول عمرك؛ لأن هذا كلام النبي الذي
لا ينطق عن الهوى .
ربما تسألني : ما المقصود بطول
العمر؟
ذكر
أهل العلم أن طول العمر هنا يأتي على صورتين:
- إما أن يزيد الله
في عمرك زيادة حقيقية :
بمعنى
أنك قد يكون لك من العمر خمسين فالله تبارك وتعالى ببركة صلة الرحم يصل بها إلى
سبعين أو ثمانين أو تسعين أو أكثر، هذه الزيادة (قالوا) زيادة حقيقية، وهناك أدلة
حقيقة في السنة على ذلك.
- وقد يُبارك الله لك
في عمرك، فيكون كما لو عشت ألف عام :
بعض
الناس يُبارك الله له في دينه فتشعر أن دينه وافر، وأنه يستطيع أن يؤدي عبادات
عظيمة في اليوم الواحد، لا يستطيع غيره أن يؤديها في شهر،
بعض
الناس قد يُبارك الله له في علمه فيفتح الله عليه بعلوم في اليوم الواحد، يفتح بها
على غيره في شهر أو أسبوع كامل، كما كان شيخ الإسلام ابن تيمية يجلس ما بين المغرب
والعشاء يُؤلِّف كتابًا.
وقد
يُبارك الله لك في مالك، فقد تكون صاحب تجارة وصاحب أموال، فالله تبارك وتعالى
يسوق لك الرزق سوقًا، فتدخل التجارة وأنت (مثلاً) في وقتٍ معينٍ فتُفاجئ أنك في
فترة بسيطة أصبحت من كِبار تُجَّار المسلمين، أو من كِبار التُّجار في السوق، وهذا
مُلاحظ، بعض الناس يبدأ في فتح مشروع بسيط جدًّا، ولا تمر عليه سنوات إلا وقد أصبح
من أصحاب الأرقام الكبيرة في عالم التجارة.
هذه
كلها صور من صور طول العمر وبركة الرزق،
ولذلك
أنا أنصحكم بضرورة كسر هذا الحاجز، والذهاب إلى والديك، وإخوانك، وزيارتهم، كلُّه
ابتغاء مرضاة الله، اجعل ذلك قُربة تتقرب بها إلى الله، وقل:
(اللهم
أعني على صلة رحمي وإكرام والديَّ).
وابدأ
بوالديك أنا أعرف بعض الناس يزورون آبائهم وأمهاتهم يوميًا ثلاث مرات في اليوم،
رغم أنهم معه في نفس المدينة، يبدأ يزورهم بعد الفجر، وبعد العودة من الدوام،
ويُمسي معهم بالليل حتى يناموا،
فاتق
الله تعالى، واجتهد، وسل الله التوفيق، وسيعينك الله، وأبشر بفرج من الله قريب.
من فضلك .. شارك الموضوع إذا أعجبك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق